الانتصار..
حينما كانت الشمس تغرب..
حينما تلون الأفق بألوان شتى..
وجدته..
كان هناك..
واقفا..
كانت تعبيرات وجهه جامدة
كان أشبه بالمسحور..جمدت عيناه
كان شاردا يحملق في الفراغ
لم اصدق نفي....أيكون هو حقا؟!
هل هو من عرفت؟
هل هو من ذوب قلبي في حبه؟!
لا ..لم يكن الإنسان الذي عرفت..
لم يعد كما كان...
حتما لم يعد كذلك
أين الابتسامة الرقيقة؟أين النظرة الحانية؟
ما هذا الحزن الذي يكسو ملامحه..ويحيطها بقناع اسود كئيب؟
كنت مندهشة مما رأيت...
تصارعت أفكاري..
أصابتني حيرة قاتله..
اقتربت منه أكثر
حاولت أن اعبر حاجز الحزن الذي أحاطه
اقتربت لأعلم أي حزن هذا الذي فعل به ما فعل..
ولكن....يا الهي!!
انه لم يتحرك قيد أنمله..انه حتى لم يحول عينيه نحوي...
كان أشبه بتمثال جامد..
تمزق قلبي حزنا عليه..
اقتربت أكثر لأغص في بحر أحزانه..لأخرجه سليما كما عرفته..
لحظات طوال مرت حتى قويت على التفوه..
انفرجت شفتاي أخيرا وسألته ماذا به...
لم يلتفت أيضا...
وهنا ...تضاعف قلقي لدرجه رهيبة
كررت السؤال في قلق شديد..
وهنا ..هنا فقط..مالت عيناه نحوي..
وسقط على رأسينا صمت ثقيل قاتل..
تأملني لحظات..ثم أخيرا تحدث..
وحينما تحدث..كانت الاجابه مفزعه..رهيبة..
لقد قرر الانسحاب من الحياة..
قرر أن يعيش وحيدا هكذا..
بدون مقدمات
أن ينعزل عن العالم الخارجي..أن يعيش في كهف مظلم من الانعزال
كان مصدوما يائسا من الحياة والمجتمع..
حاله إحباط ويأس هائلة أحاطت بنفسه..
حاولت إثناءه عن عزمه..
حاولت أن أقنعه ألا يكون فريسة لليأس والإحباط..
ذكرته بحبنا..ذكرته بكل لحظة مرت علينا ونجن في اوج السعادة..
ولكن هيهات...
كنت كمن يخاطب الفراغ..كمن يحاول تحطيم حاجز المستحيل..
كمن يحاول أن يغير مجري التاريخ...
سالت دموعي غزيرة مع محاولاتي في أسى وألم..
وأخيرا أدركت انه لا أمل..
توقفت عن محاولاتي المستميتة...
واستدرت لأواصل طريقي موليه ظهري له..
كان صراعا مريرا بين قلبي وعقلي..
ولكن ثار قلبي وثارت معه كل ذرة أمل في نفسي ..
دار صراع داخلي واشتدت حدته..
كانت قدماي تدفعاني للأمام وقلبي يشدني للوراء...
كنت أسير مبتعدة عنه ..كنت عازمة على المضي بدونه..
بدون نصف قلبي .... ونصف حياتي
كنت أسير في بطء شديد وبداخلي رغبة عامرة في الالتفات للخلف
ولكن لا ادري كيف نادى باسمي
طلب مني الانتظار...التفت ..ركض نحوي
غمرني في حضنه...قال لن يتركني
سيبقى معي... لن يرحل
هنا فقد أدركت أنني انتصرت
لا..لا ..لست أنا من انتصر بل هو الحب من انتصر